كان العراق عظيما في كآفّة المجالات، ويتصدّر دول الشرق الاوسط تعليميا وصحيّا وعسكريا، وكان لسان المقاومة والدّاعم الرئيسي للشعب الفلسطيني والناطق العُروبي بمظلمته وقضيّته العادلة، على الرغم من مأساة الحروب التي قادها وقُيد اليها.
كل هذه العوامل جعلت من الرئس الشهيد #صدام_حسين بطلا قوميا واسطورة عربية وقفت في وجه الطُّغاة حتى احبّته شعوبا برمّتها اكثر من رؤساءها.
كنت فردا من مُحبيه، ولضخامة الهيلمانة والتقديس الذي تلقيناه في صِغَرِنا، اعتقدت بل واجزمت ان هذا الرّجل لن يُهزم او يخضع لاحد.
كان الغزو الامريكي للعراق والذي تمكّن منها وقوّض الدولة ونهب خيرات العراق ثمّ سلمها لاعوانه وعاثوا فيها فسادا الى الان.
ومع ذلك وبينما الجيش الامريكي على ابواب بغداد كنت مازلت مطمئنا وجازما باستحالة هزيمة الرجل الجسور صدّام.
سقطت بغداد واختفى صدّام، ولم نعد نسمعه الا بخطابات مسجّلة.
بدأت بالتحرر نوعا ما والايقان بهزيمته، ولكنني كنت اُكابر وابحث عن ما يواسيني.
ذهبت حينها الى شخصا متدينا في قريتنا اعتاد ان يخطب في جامع القرية، وسألته عن ما تقول الكُتب والبشارات حول #صدّام ، فاخبرني ان كل البشارات والاحاديث تؤكِّد ان صدام هو سينتصر وسرد لي حينها العديد من الاحاديث والاقاويل "نسيت كثيرا منها" التي تدل على انه الرجل الذي يبعثه الله كل مآئة سنة لتخليص الامّة وعزّها.
اُعدم صدّام واُعدمت معه ثقتي بكل ما ينسبونه للتاريخ والروايات الدينية.
الشاهد من ما ذكرته ان غالبية الناس تبحث في كتب التاريخ والروايات والاحاديث عن ما يؤيد مزاعمها حتى يقعون في الفخّ.
فمثلا في اليمن تجد الغالبية حينما تحدّثه عن كورونا وداهيته وخطورته يستشهد بالتاريخ وبالايمان كأن يقول :
#لن_يجمع_الله_عسرين او ان يقول :
قال،رسول الله صلى الله عليه وسلم
#ان_كَثُرَت_الفتن_فعليكم_باليمن
ويرون ان كورونا فتنة ونحن محميون بحديث او مقولة، وهذا الامر يشكّل تواكلا ساذجا وايمانا جاهلا بحقيقة المخاطر حتى يقع الفأس بالرأس.
اليوم سمعت الخطيب يقول اننا محميون بالايمان بالله ولن نُصاب الا باذنه ومالتهويل الذي يحدث حول كورونا الا استهدافا من الاعداء لايماننا.
انا طبعا لا اصلّي الا في البيت ولكن الجامع قريبا مني واسمع الخطبة.
برأيي اول خطوات ناجعة لتفادي مخاطر #كورونا هي تحجيم الحُطباء الجهلة ومنع اي تجمّعات بما فيها الجوامع حتى نحافظ على ماتبقى من بلادنا وناسها.
اليوم تم تسجيل اول حالة في حضرموت واذا انتقل الدّاء الى صنعاء وباقي المحافظات - لاقدّر الله - سيقع الفأس بالرأس وحينها سيبحث معتوهو ديننا عن سبب لمصيبتنا من كتب التاريخ والاحاديث.
انا اؤؤمن واجزم ان 90% من الشعب اليمني ضحيّة لرجال الدين والخرافات باسم الدين لكآفة الاطراف.
اللهم سلم بلادنا يارب
٤٣
عبدالعزيز الاخضري
أكمل القراءة...